أتعجب كثيرًا عندما أفكر في هذا الرجل .. كيف أنه وحده يقوم بعبء التعليم والتدريس لمجموعة كبيرة من التلاميذ الذين يقدر عددهم بالألوف ومن بيئات مختلفة متخالفة ، ثم هو يتابعهم متابعة شبه دائمة ، وإذا لاقى من أحدهم أذى صبر وغفر ، أو لاقى إحسانًا شجع وشكر .
كما أنه يستطيع أن يعدل بينهم ويفصل بين خصوماتهم ويعطي كل ذي حق حقه دون ظلم لأحد أو إهانة . وهو مع كل ذلك لا يملك أموالا طائلة ولا إمكانات مادية هائلة ، بل هو بشر من جنسنا .. يغضب ويفرح ، ينشط ويتعب ، يبكي ويضحك ، يجوع ويعطش ، ينام ويرقد . لكن لا يلبث عجبي هذا أن يزول عندما أتذكر أن الذي رباه وأدبه وعلمه وزكاه هو رب العالمين .
لا ريب أن ذلك الرجل هو نبينا الحبيب محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم ، إنه النبي الأمي الذي أخرج العالمين من مزالق الكفر والظلام إلى نور الهداية والإسلام ، وحمل الأمانة فأداها على أكمل وجه وأتم صورة . فيا حظ من يقتدي به ويقتفي أثره في الاعتقاد والعبادة والسلوك والمعاملة والتعلم والتعليم لكي يكون الفلاح حليفه في الدنيا والفوز بالفردوس نصيبه في الآخرة . والسلام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق