إضَاءَاتٌ علَى طَرِيقِ الحَيَاةِ

TimeQuran

الجمعة، أكتوبر 28، 2011

التعليقاتُ الحسَان علَى مَن تجرَّأ و نَاطح الجَبل رسلان

















هذه بعض التعليقات على مقاطع مرئية أضاع فيها البعض أعمارهم وأوقاتهم فيما لا ينفع في الفانية أو الباقية ، وهؤلاء حق أن يقال فيهم : لو رددتم على أهل الباطل لكان أقوم وأحسن سبيلا ، ولكن ليس للشهرة سبيل أقصر من مناطحة الجبل رسلان ، فيا ناطح الجبل خف على رأسك لا على الجبل !!

التعليق الأول :

إن هؤلاء الأغمار وغيرهم لا ينكرون مبدأ الرد على المخالف والتحذير منه والتحذير من الفرق الهالكة إلا فرقة الخوراج ..فهم يحذرون من دعاة الفرق الهالكة الأخرى كالصوفية والأشعرية والمعتزلة وغيرها ..

التعليق الثاني :

أنهم لا يفطنون - أو يخدعون - بظنهم أن الخوراج هم فقط من يكفر المسلمين بالمعصية ، أو من يخرج على ولي الأمر بالسيف .. والحقيقة أن الخوراج أنواع لا تقتصر على هذين فقط .. قال أبو الحسن الأشعري رحمه الله تعالى في كتابه مقالات الإسلاميين 1/183 : وأصل قول الخوارج إنما هو قول الأزارقة والإباضية والصفرية والنجدية . اهـ ، وقد وصف رحمه الله النجدية : في 1 / 168 بقوله : وأجمعوا على أن كل كبيرة كفر إلا النجدات فإنها لا تقول بذلك . اهـ ، وقد نقل هذا القول عن الأشعري شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه منهاج السنة 3/461 دون أن يتعقبه .

و الخوارج القعدية أحد تلك الفرق التي تتفرع من الخوارج ،فهم كما وصفهم الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه الإصابة 5 /303 في ترجمة عمران بن حطان : وكان من رءوس الخوارج من القعدية بفتحتين وهم الذين يحسنون لغيرهم الخروج على المسلمين ولا يباشرون القتال . اهـ ، وانظر أيضاً : كتاب مقدمة فتح الباري لابن حجر 1 / 432 وكتاب تدريب الراوي للسيوطي 1 /329 . وقال السيوطي في تدريب الراوي: عمران بن حطان من القعدية الذين يرون الخروج على الأئمة ولا يباشرون ذلك . اهـ

وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن السخاوي في كتابه فتح المغيث بشرح الفية الحديث للعراقي 71/2 : فالقعدية قوم من الخوارج كانوا يقولون بقولهم ولا يرون بالخروج ، بل يدعون إلى آرائهم ويزينون مع ذلك الخروج ويحسنونه . اهـ

ثم انظر رحمك الله أيضا في كلام الأئمة العلماء الذين أنكروا على من يثبط عن ولي الأمر ويثير عليه باللسان ، قال الشوكاني رحمه الله في كتابه السيل الجرار 4 / 514 : في شرح قول صاحب الأزهار رحمه الله تعالى : ويؤدب من يثبط عنه أو ينفى ومن عاداه فبقلبه مخطئ وبلسانه فاسق وبيده محارب . قال الشوكاني رحمه الله تعالى : و أما قوله : و يؤدب من يثبط عنه ؛ فالواجب دفعه عن هذا التثبيط فإن كفّ وإلا كان مستحقاً لتغليظ العقوبة والحيلولة بينه وبين من صار يسعى لديه بالتثبيط بحبس أو غيره لأنه مرتكب لمحرم عظيم وساع في إثارة فتنة تراق بسببها الدماء وتهتك عندها الحرم و في هذا التثبيط نزعٌ ليده من طاعة الإمام . وقد ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم إنه قال : (( من نزع يده من طاعة الإمام فإنه يجيء يوم القيامة ولا حجة له ومن مات وهو مفارق للجماعة فإنه يموت موتة جاهلية )) . اهـ

وقال ابن فرحون رحمه الله تعالى في كتابه تبصرة الحكام 1 / 227 : ومن تكلم بكلمة لغير موجب في أمير من أمراء المسلمين لزمته العقوبة الشديدة ويسجن شهراً ومن خالف أميراً وقد كرر دعوته لزمته العقوبة الشديدة بقدر اجتهاد الإمام . اهـ

التعليق الثالث :

تشنيعهم بأننا نتكلم في العلماء .. وإذا سألت أحدهم من يكون العالم .. أو كيف نعرف أن هذا الشخص عالما .. أجابك أحسنهم حالا : هو من اشتهر بالسنة والذب عنها .. فإذا قلت له : هل أنت أهل لهذه الشهادة ، وهل أنت المرجع في ذلك ؟ نفى ذلك نفيا قاطعا .. أو يجيبك أحدهم : زكاه فلان . وفلان هذا عن علماء السنة بمعزل .. وليس لديه سند يتصل بهم ولا جلوس وطلب تحت أرجلهم .. فطريقتهم الموهمة لأتباعهم أن يزكي بعضهم بعضا .. وعجبا لهذا الضلال .. فكل أصحاب فكر منحرف .. ما عليهم - بناء على ما سبق - إلا أن يجالسوا عالما مشهورا بعض المجالس ، ثم يزكي بعضهم بعضا .. وهكذا نرى علماء من الهواء !!!

التعليق الرابع :

إقرارهم بأن البدعة أعظم من المعصية ، ثم هم يحذرون من أهل المعاصي ولا يحذرون من أهل البدع !! وهذا تناقض عجيب.

فتراهم يقفون أمام دعاة البدع وقفة إجلال واحترام ، أو سكوت عنهم وعن انحرافاتهم ، و أمام دعاة المعاصي والفسوق ، تجدهم يشنعون عليهم بأقبح ألوان التشنيع والتحذير ، بل قد وصل الأمر بالبعض إلى حد تكفيرهم ! فكيف لهؤلاء يرون البدعة أقبح وأعظم جرمًا من المعاصي ، ولا يحذرون من أصحابها ، ويحذرون مع أصحاب المعاصي ، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان رفيقًا بأهل الكبائر ، شديدًا على الذين يحدثون في الدين كموقفه عليه السلام من الثلاثة الذين زهدوا في النوم والطعام والنكاح دينا وتقربا إلى الله ، وككلامه عليه السلام في الخوراج ووصفهم بأنهم كلاب أهل النار ، على حين لم يكفر الخوراج جمهور أهل السنة والجماعة ، ونظائر ذلك كثير في كتب السنن ليس هذا المقال مكان بسطها .

التعليق الخامس :

إقرارهم بوجوب اجتناب البدع ، ثم هم يثنون على أصحابها ولا يحذرون من الداعين إليها !!

وكأن هذه البدع الضالة تمشي وحدها في أسواق المسلمين وتدخل بيوتهم ، وتدعو إلى نفسها بنفسها !! كيف تحذر ولدك من الكذب وعاقبته ثم تسمح له بمجالسة ومصاحبة من كان الكذب خلقه وديدنه ، ولا تحذر ولدك منه !! أو تقول له : بل هذا الكذاب الأشِر على خير !! يصرخ أحدهم بأعلى صوته بأن الصوفية أو الخوارج أو الأشاعرة مناهج مبتدعة وضالة ، ثم تسأله عن أحد منظري هذه المناهج أوالمنافحين عنها ، فيقول لك : هو على خير ، لا بأس به !!

قال شيخ الإسلام في المجموع 28 / 230 : وإذا كان النصح واجبا في المصالح الدينية الخاصة والعامة: مثل نقلة الحديث الذين يغلطون أو يكذبون كما قال يحيى بن سعيد: سألت مالكا والثوري والليث بن سعد - أظنه - والأوزاعي عن الرجل يتهم في الحديث أو لا يحفظ؟ فقالوا: بين أمره. وقال بعضهم لأحمد بن حنبل: أنه يثقل علي أن أقول فلان كذا وفلان كذا. فقال: إذا سكت أنت وسكت أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم. ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة؛ فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين حتى قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع؟ فقال: إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل. فبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد .

التعليق السادس :

قولهم : كل الدعاة على خير ، وهم يقرون - أو بعضعهم يقر - بحديث افتراق الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة !! الذي أخرجه ابن وضاح في البدع 2 / 167 والمروزي في السنة 1 / 23 والآجري في الشريعة 1 / 307 وابن بطة في الإبانة 1 / 373 وصححه الحاكم في المستدرك 1 / 218 وصححه الألباني .

ولا أدري ماذا يصنعون بهذا الحديث الثابت الصحيح !! أراح بعضهم نفسه وضعفه وليس لديه علم بالحديث لا رواية ولا دراية ، وإذا ضعفه فماذا يصنع بما ثبت عن الصحابة والسلف من التحذير من الفرق ورؤوسها والداعين إليها ! وكيف يكون كل الدعاة على خير والنبي الكريم عليه السلام قد قال كل الدعاة على ضلال إلا ... واستثنى صلوات الله وسلامه عليه نوعًا واحدًا فقط ! فهل يرون أن هذه الفرق وما فيها من ضلال كانت في العصور الأولى ولا وجود لها الآن ، إذا كان كذلك فالشرع والعقل والواقع يكذبون هذا .

فأما الشرع فالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام قد بين أن هذه الفرق المتوعدة بالنار ابتداءً ستقع في الأمة ولم يحد هذا بزمن ولا عصر ، ومعلوم لمن لديه أدنى معرفة بالشرع أن الضلال هو الغالب على العالمين ، وهذا من أقدار الله عز وجل الكونية لا الشرعية ، قال الله تعالى : " وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله " الأنعام 116 وقوله جل وعلا في العصر : " والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات " وإخبار النبي الكريم أنه في يوم القيامة يدخل الجنة من كل ألف واحد فقط كما في صحيح البخاري 4 / 138 .

وأما العقل ، فلا يشك من أوتي أدنى دراية أن الضلال والغواية والانحراف تزيد وتتفحش مع تقادم الزمان وبعده عن زمن الرسالة ، تزايدًا اضطراديًا ، ومعالم الدين وعلومه تندرس وتقل كلما بعدت عن الأزمان الفاضلة والقرون المباركة . وأما الواقع فهو كالشمس لذي العينين فكل فرقة ضالة قد تولد عنها عشرات الفرق بل مئات الفرق الضالة ، التي تولدت عن الفرقة الأم ، ولا تجد بلدًا مسلما إلا وفيه من الفرق المنحرفة باسم الإسلام ما يعجز المرء عن عدّه وحدّه !

التعليق السابع :

شبهة يثيرها بعضهم وهي قولهم : إن الجرح والتعديل خاص بزمن الرواة ، وقد بين العلماء أن هذا ضلال مبين فعلم الجرح والتعديل لم يمت وسيبقى ليوم القيامة كما ذكر العلامة العثيمين ، وإمام هذا العلم كما بين العلامة المحدث الألباني الذي هو أعلم الناس في العصر بعلوم الحديث والجرح والتعديل الشيخ ربيع المدخلي .

ومن العجيب أنهم يستشهدون بأقوال أئمة الجرح والتعديل على مذهبهم المنحرف !!

وهكذا الهوى يهوي بصاحبه ، فإذا كان علم الجرح والتعديل معهم في شيء - زعموا - رفعوا شأنه واستشهدوا بعلمائه ، وإذا كان ضدهم وفاضحًا لعوارهم ، نفوا أن يكون له وجود فيما بعد عصر الرواة ! ولمزيد بيان نقول : هم يشنعون على علماء الجرح والتعديل في هذا العصر بقولهم لا حاجة في الكلام في أهل البدع في هذا الزمان فالجرح والتعديل خاص بزمن الرواة ، ثم هم في موطن آخر عند تحذير العلماء من أهل البدع والضلال وذكر سيئاتهم ، يقولون : ما بالكم لاتنصفون ولا تعدلون وتذكرون الحسنات والسيئات كما فعل الذهبي وغيره . ونقول : إذا أسقطتم كلام الذهبي وغيره على المجروحين في هذا العصر ، فهذا اعتراف ضمني بأن الجرح والتعديل لا يخص زمن الرواة ! فها أنتم تستدلون بآراء علماء الجرح والتعديل في المجروحين وتسقطونها على مبتدعة العصر !

والشيء بالشيء يذكر ، فإن منهج الموازنات بين حسنات أهل البدع وسيئاتهم باطل ، فقد قال الخطيب البغدادي في الكفاية 117 : قال نافع بن أشرس : كان يقال : من عقوبة الكاذب ألا يقبل صدقه ، قال : وأنا أقول : من عقوبة الفاسق المبتدع ألا تذكر حسناته .

إن الغاية من هذا العلم الجليل هو تنقية السنة النبوية مما يشوبها من الكذابين والوضاعين والمبتدعة ، وإن كان زمان الرواية ومجالس التحديث قد انتهت فما زال المبتدعة ينشرون ضلالاتهم في الآفاق ، ولذا فقد ذكر شيخ الإسلام فيما نقلناه آنفًا بعد أن ذكر الكلام في الرواة تجريحًا وتعديلا أن الكلام في أهل البدع أحد غايات هذا العلم ، حيث قال : ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة؛ فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين حتى قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع ؟ فقال: إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل. فبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد .

التعليق الثامن :

وهو أن شيخهم الزغبي الذي هو إمامهم الآن في الردود على مخالفيهم ، ويعتبر من أوسعهم علما وأقواهم حجة ، فهو في الأصل أزهري وله طلب للعم وجلوس بين يدي علماء المملكة - ويا ليته انتفع بذلك - قال بأنه لا يستطيع الرد على الشيخ محمد سعيد رسلان ولا يقوى على ذلك فالشيخ كما قال الزغبي إمام في العلم والزهد وحقيق بي أن أذهب إليه وأتعلم منه ... فما بال هذا الغمران بعد بيان شيخهم وعالمهم يتجرؤون على ما لم يستطعه ولم يقو عليه !!! أم إنه طلب للشهرة وذيوع الصيت !! وهذا رابط كلام الزغبي
http://www.youtube.com/watch?v=1Y4XQwjUAHE

التعليق التاسع :

كثيرا ما يتغنى أمثالهم ومن على طريقتهم بوجوب المناصحة قبل الرد .. فهل نزل هذا الوجوب إلى مرتبة الاستحباب مع علماء الحق وحماة العقيدة .. أم هو تناقض جديد يضاف إلى سلسلة تناقضاتهم ؟!! فلماذا لم يرسلا هذا الرد إلى الشيخ مباشرة ويتعلما منه حقيقة اعتقاد أهل السنة وسلف الأمة في تلك الأمور .. لكن هيبة الشيخ حفظه الله منعتهم .

التعليق العاشر :

وإذا ادعيا أنه يسب ؟! فنقول .. الأصل أن السباب محرم في حق المسلم .. لكن قد يكون في التشبيه ببعض المخلوقات الحيوانية فائدة وعبرة .. أو قد يكون التلفظ ببعض الألفاظ المهينة في بعض المواطن بضوابط  معينة جائز .. وهذا له أصل في الكتاب والسنة وآثار السلف .. وهو خاص بمن اشتد ضلاله وتلبيسه وأثر في جموع المسلمين ودينهم .. ففي كتاب الله وصف لمن يعرف العلم ولا يعمل به .. بقوله جل في علاه عن اليهود : كمثل الحمار يحمل أسفارا . وإذا ذكر المثل فإنما يكون للاعتبار لعموم الناس وليس خاصا باليهود . وقوله واصفا صاحب الهوى : فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث . وذكر والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .

ومن السنة : وصف الرسول صلى الله عليه وسلم للخوراج بأنهم كلاب أهل النار .. والخوراج مسلمون عند جمهور أهل السنة والجماعة . ووصفه لأحد الصحابة بأنه صعلوك لا مال له . وذلك لاقتضاء المصلحة والنصيحة مثل هذا الوصف . وعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ رَجُلًا اعْتَزَى بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَعَضَّهُ وَلَمْ يُكَنِّهِ ، فَنَظَرَ الْقَوْمُ إِلَيْهِ فَقَالَ لِلْقَوْمِ : إِنِّي قَدْ أَرَى الَّذِي فِي أَنْفُسِكُمْ ؛ إِنِّي لَمْ أَسْتَطِعْ إِلَّا أَنْ أَقُولَ هَذَا ؛ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنَا : ( إِذَا سَمِعْتُمْ مَنْ يَعْتَزِي بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَعِضُّوهُ وَلَا تَكْنُوا ) .
رواه أحمد ( 35 / 157 ) وحسَّنه محققو المسند . وعَنْ أُبَيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا اعْتَزَى ، فَأَعَضَّهُ أُبَيٌّ بِهَنِ أَبِيهِ ، فَقَالُوا : مَا كُنْتَ فَحَّاشًا ؟ قَالَ : إِنَّا أُمِرْنَا بِذَلِكَ  .رواه أحمد ( 35 / 142 ) وحسَّنه محققو المسند ، وصححه الألباني في صحيح الجامع ، قال أبو جعفر الطحاوي – رحمه الله - : ففي هذا الحديث أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن سُمِع يدعو بدعاء الجاهلية ما أمر به فيه .

وقول الصديق لأحدهم : امصص بظر اللات . صحيح البخاري ، قال الإمام ابن القيم في زاد المعاد معلقا : وفي قول الصديق لعروة (امصص بظر اللات) دليل على جواز التصريح باسم العورة إذا كان فيه مصلحة تقتضيها تلك الحال. اهـ. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: فمتى ظلم المخاطب لم نكن مأمورين أن نجيبه بالتي هي أحسن. اهـ. .

ومن آثار السلف قول أمير المؤمنين في الحديث شعبة شيخ البخاري : لأن أشرب من بول حمار خير لي من أحدث عن أبان بن عياش . وقول الإمام أحمد فيمن يقدم عليا على عثمان : هو أضل من حمار أهله . وقلهم : هو أضل من البعرة أو ما شابه .. ومثله كثير في آثار السلف وراجع لزاما مقدمة كتاب إسكات الكلب العاوي يوسف بن عبدالله القرضاوي للعلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي رحمه .

لكنا نقول إن الشيخ محمد سعيد رسلان لم يصل في ردوده إلى هذا الحد ، وإنما هو يشتد على المخالفين ويبين ضلالهم دون سباب أو شتم أو تعيير .. وأشد ما قد يؤاخذونه عليه في هذا الصدد نصيحته لشيخ الضلالة ابن عبدالمقصود بأن يؤلف في علم الزرايب والبهائم .

ولا أدري أين السب والشتم في هذه المقولة فالشيخ إنما يبين أن هذا الرجل ليس له نصيب من العلم السلفي الصحيح وخير له أن يؤلف في تخصصه الحقيقي الزراعة والمواشي .. فهذا خير له ولأمثاله وللمسلمين من أن يسب العلماء ويتطاول عليهم بل ويمثل بيديه القرون ويضعها على رأسه ليسبهم !

التعليق الحادي عشر :

كلامهم على العدل والإنصاف مع المخالف .. ونقول لهما إن العدل والإنصاف خلقين كريمين لا يليقان بأهل البدع الذين يهدمون الشريعة .. قال الخطيب البغدادي في الكفاية 117 : قال نافع بن أشرس : كان يقال : من عقوبة الكاذب ألا يقبل صدقه ، قال : وأنا أقول : من عقوبة الفاسق المبتدع ألا تذكر حسناته . ولعلمائنا المعاصرين كالألباني والفوزان وغيرهما كلام كثير حول بدعية منهج الموازنات .

التعليق الثاني عشر :

خلطهم بين باب الردود على أهل البدع وباب الاختلاف الحاصل بين علماء السنة .. ولكل منهما بابه في الشريعة ومسلكه الخاص .. فما أكثر الردود على أهل البدع والتشنيع بهم في كتب السلف .. وما أحلمهم وأصبرهم مع علماء السنة .
وخلطهم بين باب الردود على أهل البدع والترجمة لهم ولكل منهما أيضا بابه في العلوم الشرعية  ، قال الإمام الحافظ ابن رجب الحنبليًّ ـ رحمه الله ـ (الفرق بين النَّصيحة والتَّعيير)(ص:38):(( إنَّ الإنسان إذا كان يؤلِّف في سير النَّاس، فيذكر كلَّ ما هبَّ ودبَّ من سيرهم من خير وشرٍّ،لانَّهم يروُون تاريخا وسيرة، لكن إذا كان في نقد هذا الرَّجل تحذيراً من بدعته، ومن ضلاله، ومن شرَّه، أو من فسقه فلا يلزمك إلاَّ أن تبيَّن موضع النَّقد، ويكفي.وإذا كان إنسان يريد أن يذكر تاريخ شعب من الشَّعوب أو أُمَّة من الأمم أو شخصيَّة من الشَّخصيَّات فيذكر كلَّ ما ورد عنه، وكلَّ ما يتَّصل بحياته من خير وشرٍّمسلمٌ كان أو يهودي أو نصراني حتَّى الشَّيطان لما عرَّفوا به قال بعضهم: كان من الملائكة ثمَّ مسخه الله تبارك وتعالى فصار شيطانا ـ يقولون هكذا ـ فإذا كنت تؤرِّخ فحدَّث عن النَّاس ولا حرج، واُذكر ما للنِّاس من حسنات وسيِّئات ،وحدِّث عن المسلمين والكفار)) .

التعليق الثالث عشر و الأخير :

يقول الثاني: إن زبدة وخلاصة دعوة النبي هي مكارم الأخلاق .

ما هذا الضلال المبين !! وأين إذن التوحيد من دعوته ؟!! التوحيد يا كرام هو زبدة وخلاصة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وهو شجرة الإيمان التي يتفرع منه الأخلاق والعبادات والمعاملات كما ذكر ابن القيم رحمه الله .

حفظ الله الشيخ رسلان ومكن لهذه الدعوة المباركة على أرض مصر