إضَاءَاتٌ علَى طَرِيقِ الحَيَاةِ

TimeQuran

الثلاثاء، ديسمبر 21، 2010

مَـدْخـَلُ الطَّـوَارئِ

















وقفت على باب مدخل الطوارئ أنتظر دوري في الولوج .. الحالة حرجة وتستلزم الدخول الآن ! .. لكنهم افتنّوا في تعطيلي والمماطلة في الإجراءات .. قلت للواقف في حراسة المدخل بصوت غاضب : متى ستمتنّ علي بالدخول ؟! .. قال لي ببرود شديد : اذهب واقطع تذكرة لكي تدخل . قلت له : الحالة حرجة .. لم يرد علي . لملمت أذيال الخيبة ومشيت كثيرًا حتى وجدت غرفة بها عامل لاينظر إلى أحد .. أخذت تذكرتي وانصرفت . 

دخلت والحالة حرجة فإذا بي في محطة مصر .. آلاف الواقفين والجالسين والراقدين .. بل والنائمين . الكل يشرب الدخان في مدخل الطوارئ .. تظن في الوهلة الأولى أنه دواء يتعاطونه وليس سمًا مميتًا . تابعت الحالة الحرجة حتى دخلت غرفة العمليات .. وجلست أنتظر وأهمهم بأدعية وذكرٍ رجاء أن يشفي الله حالتي .

سوعيات تمر عليّ .. أسمع فيها آلامًا وصراخًا وعويلا .. فلان قطعت ساقه .. فلانة أصيبت في حادثة .. عجوز على مشارف الموت .. طفل يصرخ من الألم .. دماء تسيل في طرقات المدخل . تأملت للحظات وقلت في نفسي : هل هذه هي حقيقة الدنيا ؟! هل تخدعنا الدنيا خارج مدخل الطوارئ ؟! هل نحن نعيش في وهم أم في خيال أم في حقيقة ؟! اضطربت أفكاري ومشاعري .. وزادت حيرتي وانهمرت مدامعي ..  لكني لم ألبث أن أيقنت أن الحقيقة .. بل عين الحقيقة في مدخل الطوارئ .  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق