كم تمنيت أن أعيش – ولو يومًا واحدًا – في زمن الإسلام الأول ، يوم أن كان أجدادي سادة الأمم في العلم والحضارة . يوم أن كان العالم يقف إجلالا وتعظيمًا للفرد المسلم ، يوم أن كان طلاب العلم من غير المسلمين في العصور التي يسمونها الوسطى يتسابقون على دراسة العلوم والفنون على أيدي المسلمين وفي جامعاتهم .
أذكر في دراستي بالكلية لمادة التاريخ أنه من الحقائق التاريخية الثابتة أن الأوربي الذي يتحدث العربية في بلده كان يشار إليه بالبنان ويُفتخر به بين قومه لما وصل إليه من العلم . كم تمنيت أن أعيش في تلك الأيام لأرى فتيات الإسلام يتنافسن في الحشمة والحياء ، و رجال الإسلام يتهافتون على حجز مكان في صفوف المجاهدين في سبيل الله .
يوم أن كان الناس يلتفون حول العلماء في حلق الدراسة وطلب العلم . يوم كان يتسابق الناس في طاعة الله جل في علاه ونيل رضاه . إن مجرد التحليق بالمشاعر في سماء تاريخنا ليدعو إلى العزة والفخر بهذا الماضي التليد ، ويستنفر فينا روح المبادرة إلى السير على خطى أولئك الكبار، لعلنا نستعيد جزءًا من ثقافتنا وحضارتنا التي أخذها غيرنا، واستعملوها في خدمتهم وحسب .. والسلام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق