إضَاءَاتٌ علَى طَرِيقِ الحَيَاةِ

TimeQuran

الخميس، يوليو 21، 2011

بَين الديموُقراطيّة و الليبرَالّية













  




في خضم ساحة الأوهام التي يعيش فيها كثير ممن يسمون بالإسلاميين .. وفي ظل الفوضى التي تمر بها البلاد ، أخذ هؤلاء على عاتقهم موضوع الشريعة ليقيموها فافتنوا في هدمها . يصيحون في كل المجامع والمجالس أن لا لليبرالية المنحرفة ونعم للديموقراطية التي يؤيدها الإسلام - زعموا - ، وما انفكوا عن تشويه الليبرالية وتزيين الديموقراطية .

وبالرجوع إلى تعريف تلك المصطلحات التي لولا جهل المسلمين وتخلفهم ما راجت ولا ذاعت ، تجد أن الديموقراطية الغربية التي ينادي بها هؤلاء هي عين الليبرالية ، يقول بعض المنظرين الغربيين في هذا المجال : " الديمقراطية الليبرالية (أو الديمقراطية الدستورية) هو الشكل السائد للديمقراطية في القرن الحادي والعشرين ومصطلح الليبرالية في "الديمقراطية الليبرالية" يشير إلى فكر الليبرالية السياسية ، ومن سمات هذا النوع من الديمقراطية وجود حماية لحقوق الأفراد والأقليات من سلطة الحكومة ، وتقوم الديمقراطية الليبرالية على تكريس سيادة الشعب عن طريق الاقتراع العام وذلك للتعبير عن إرادة الشعب واحترام مبدأ الفصل بين السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية وأن تخضع هذه السلطات للقانون من أجل ضمان الحريات الفردية وللحد من الامتيازات الخاصة ورفض ممارسة السيادة خارج المؤسسات لكي تكون هذه المؤسسات معبرة عن إرادة الشعب بأكمله " . (1 )

بل إن الليبرالية أكثر تحفظًا وتقييدًا من الديموقراطية إذا افترقا المصطلحان ، يقول منظروهم : " بينما الليبرالية تؤكد على حماية حقوق الأقليّات والأفراد ، وهذا نوع من تقييد الأغلبية في التعامل مع الأقليات والأفراد بخلاف الأنظمة الديمقراطية التي لا تشتمل على دستور يلزم مثل هذه الحماية " . ( 2 )

 فأي ديموقراطية يريدون !! إذا رغبوا عن الديموقراطية الليبرالية الغربية فأمامهم إذن مايسمى بالديموقراطية اللاليبرالية ( وتسمى أيضا الديمقراطية الزائفة ، الديمقراطية المنحازة ، الديمقراطية الفارغة )  والتي هي : " عبارة عن نظام حكم تصل فيه الحكومة عن طريق الانتخابات لكن أفراد الشعب لا يحصلون على حقوقهم بسبب غياب دستور في الدولة أو هيكل دستوري قانوني مناسب للحفاظ على الحريات المدنية كما في الديمقراطيات الليبرالية " .( 3)

 وبناء على ماسبق فالديموقراطية الليبرالية هي خير للإسلاميين !! إذ لو حادوا عنها لضاعت جهودهم ولذهبت أدراج الرياح . فهل هم يعرفون ماذا يريدون ؟!! إم إن الهوى يهوي بصاحبه .

  ومن خلطهم وتلبيسهم قولهم إن الليبرالية هي العلمانية والحقيقة غير ذلك ، فالعلمانية أشمل من الليبرالية ؛ فالأولى تفصل الدين عن الحياة بكل صورها حتى الحياة الشخصية ، أما الثانية فلا تُدخل في ذلك الفصل الحياة الشخصية . ( 4 )

أما آن لعقلاء القوم أن يفيقوا ، أما آن لهذه الغثائية أن تستبدل النافع بالزبد ، ونور الحق بظلام التبعية ، وطريق الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة باستنانهم بالغرب الكافر .. اللهم رد المسلمين إلى دينك ردًا جميلا .  --------------------------------------------------------------------------------
1- * الديمقراطية والليبرالية: بين التكامل والصراع، معتز بالله عبد الفتاح، جريدة الشروق أغسطس 2010   
* http://www.britannica.com/EBchecked/topic/339173/liberalism 
* Kwasi Wiredu, William E. Abraham, Abiola Irele, Ifeanyi. "Fellowship Associations as a Foundation For Liberal Democracy in Africa." A Companion to African Philosophy. Blackwell Publishing, 2006. p. 45  
2 - * http://www.britannica.com/EBchecked/topic/339173/liberalism 
3 - * Juan Carlos Calleros, Calleros-Alarcó,The Unifinished Transition to Democracy in Latin America, Routledge, 2009, p1
*The Rise of Illiberal Democracy, Foreign Affairs, November/December 1997. 
 4 - * http://www.britannica.com/EBchecked/topic/339173/liberalism --------------------------------------------------------------------------------              
هذه المراجع مستفادة من موقع الموسوعة الحرة ويكيبيديا بتصرف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق